-
1. El concepto, los fundamentos y los marcos de los derechos y las libertades legítimas del pueblo en el sistema de la República Islámica de Irán y su comparación con otros sistemas jurídicos
-
2. Mecanismos y requisitos para asegurar y garantizar los derechos y las libertades legítimas del pueblo
-
3. Los logros de la República Islámica de Irán en el ámbito de los derechos y las libertades legítimas del pueblo

وأعلن عن ذلك، المدير التنفيذي للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة وعضو الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين في لبنان "الشیخ حسین يحيى غبریس" في المقال الذي بعث به الى الأمانة العامة لمؤتمر "حقوق الأمة والحريات المشروعة في المنظمومة الفكرية لسماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي(دام ظله الوارف)" الدولي الذي من المقرر أن يقام خلال شهر ديسمبر 2025 م في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
فيما يلي نصّ المقال:
"بسم الله الرحمن الرّحيم
بعد الحمد لربّ العالمين وذكر الصّلاة على المبعوث رحمةً للعالمين سيّدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمّد وآله الأطهار الميامين.
يُسعدني ويُشرّفني أن أكتب للمرة الأولى في هذا رغم أنّي قد دوّنت وكتبت وحرصتُ بكلماتٍ قصار حول مختلف القضايا المتعلّقة بالثّورة الاسلامية المباركة في الجمهورية الاسلامية الايرانيّة وهي الظّاهرة الوحيدة بل الفريدة على مرّ العصور ولا أظن أنّه يمكن ايجاد تجربة مماثلة أو حتى أقل منها فضلًا عن الأفضل إلّا في عصر الامام الحجّة المنتظر (عج) وعلى يديه حينئذً تُسلّم الأمانة لصاحبها الحقيقي ان شاء الله تعالى.
وحول حقوق الأمّة والحرّيّات المشروعة في المنظومة الفكريّة لسماحة مولانا ومرجعنا المُفدّى، فإنّي رغم قلّة حيلتي وقصر نظري إلا أنّي أجد فيها تجربةً مميّزةً اذا ما قارنّاها مع سواها حركات التحرّر والثّورات التي اندلعت في الكثير من البلدان في العالم القديم والحديث. ومن هنا، أخلص إلى التّالي:
إنّنا أمام تجربة مضى على تأسيسها أكثر من أربعة عقود من الزمن ونحن الآن في قلب العقد الخامس، لا يسعنا إلا أن نذكر بإجلال وتقدير جهود الإمام الرّاحل المقدّس والمؤسّس لحركة ثوريّة لم يشهد العالم الحديث مثيلًا لها في هذه التجربة. ومع مقارنة سريعة نجد أنّ الامام القائد(أطال الله عمره الشريف) كان خير خلف لخير سلف وحمل الأمانة بكل جدارة واقتدار ملبيًا طموحات الأمة كلّ الأمة وليس فقط الأمّة الايرانية الحبيبة. نحن اليوم ننعم في ظل ولي فقيه عادل جامع للشرائط مُثقّف محاور لبق ولائق بالقيادة، ها هي أفكاره وآراؤه النيّرة تُلقي بظلالها على ايران الحديثة -شعبًا ودولة ومؤسّسات- أصبحت من الدّول المتقدّمة جدًا على كافة المستويات وذلك بعد الاتكال على المولى عز وعلا وبركة حاكميّة هذا العبد الصّالح الذي بلور الفكر الاسلامي بطريقه جعلت من أحكامه قابلة للتّحقّق والتّرجمة العمليّة. فها هي إيران الاسلامية تنعم اليوم بضمان حقوق النّاس وحماية هذه الحقوق وتُصان الحرّيّات الخاصة والعامّة. وقد شهد الخصوم والأعداء رغم المكابرة بما تحقّق على أرض الواقع في الجمهورية الاسلامية المباركة. واستنادًا لأفكار سماحة المرشد والوليّ المستندة إلى الاسلام المحمّدي الأصيل، نرى كيف استطاعت هذه الدولة الوليدة حديثًا وفي ظل عداوة مُحكمة وحصار قاتل أن تُحوّل هذه إلى فرصة تحمّل مسؤوليتها الشعب الايراني المؤمن بقوّة بقدرته على التّغيير والتقدّم ولم تنفع كل محاولات الشّيطنة والتآمر أن تُغيّر شيئًا في المعادلة. صحيح أنّه قد حدثت بعض الاضطرابات والقلاقل ولكنّها كانت زوبعة في فنجان سرعان ما عادت الأمور إلى طبيعتها.
اليوم يُمكننا القول وبوضوح أنّ ايران استطاعت أن تكون حاضرة وتقدّم نموذجًا للإدارة والحريّة والعدالة والقيم الانسانية والأخلاقية لا بل كيف تقدّمت إلى الأمام على مستوى التّصنيع والتقنيات ومختلف العلوم الطبية والتكنولوجية والتطوير في مختلف المجالات الحيوية والانسانية، وهي اليوم من بين أبرز الدول التي تعمل لخدمة شعبها ورُقيّه وذلك بفضل الله تعالى وحكمة القيادة التي استمدّت كل ذلك من الاسلام العزيز وقيمه ومنظومته الفكريّة الأصيلة. والجمهورية الاسلامية الايرانية استطاعت وبفترة قياسيّة أن تقدّم أنموذجًا لكيفية بناء الدّول والمجتمعات والإدارة وتعمل على بعث النمو وتحريك الاقتصاد وتصون الحريات وتُحقّق العدالة وينال كل ذي حقّه وتحفظ الكرامات. وكذلك لا ننسى هنا كيف استطاعت أن تعطي الأقليات الدينية والاثنية حقوقهم ولا تشعرهم بالغبن والنقص، وها هم اليوم يمارسون حقوقهم بكل حرية رغم محاولات الأعداء تأليب الرّأي العام الداخلي والخارجي ولا ننسى دور الاعلام المقيت الذي ما انفكّ يومًا عن إثارة النّعرات المذهبيّة والطّائفيّة وبث عوامل الحقد والكراهية، لكن حكمة القادة والمسؤولين وعلى رأسهم الامام القائد ومن ورائه شعب أبيّ عزيز فدى الثّورة والدولة والنّظام بكل قوّة وأفشل المؤامرات والدّسائس. وهنا يحضرني بعض أقوال الامام وآرائه التي عزّزت مكانة الثورة والمؤمنين بها على الصعد المختلفة.
يقول الإمام القائد حفظه المولى تبارك وتعالى: "لينظر شعبنا وشبابنا وعلماؤنا وطلبتنا الجامعيون وصنّاع مستقبلنا إلى عجز أساليب الادارة في البلدان الغربية، ولينظروا أيضًا إلى عجزهم في ادارة الجزء الأهم منها أي الاقتصاد وللثقافة مكانة والكلام عن الآداب الانسانية له مكانه أيضًا. لقد خرجت الحضارة الغربية في كل واحدة من هذه الشؤون منكّسة الرأس."
لم يترك الامام القائد حفظه المولى تعالى فرصة أو مناسبة إلا وتحدّث فيها بإسهاب عن كيفيّة تطوير البلاد والادارة لنصل إلى النجاح المستمر في بناء بلدنا واعطاء الصورة النّاصعة والنقية عن أنّ الاسلام كدين وفكر وادارة ومنظومة قيم قادرة وبقوة على صنع التغيير في كلّ المجتمعات ونقلها إلى الحضارة والرقي والحرية والعدالة والانسانية، لأنّنا للأسف أصبحنا في زمن ضاعت فيه القيم والأخلاق والمبادئ وحلّ محلّها الجريمة والتمييز العنصري البغيض والكراهية والقتل وشريعة الغاب.
ولم يألوا جهدًا سماحته في التركيز دومًا على القدرات الذاتية للشعب الايراني ولأنّه وثق به -أي الشّعب- جعل العلاقة وطيدة بكل أفراده وأعطاهم كل الثقة لهذا نجد أنّ ايران لعلّها الدولة الوحيدة في العالم أعطت للشعب حرية الاختيار والانتخاب وكلّ السّلطات بيده وهذا مبدأ اسلامي مميّز.
لهذا نرى اليوم العدالة تسود والحقوق كلها مصانة على مستوى السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والقضاء والواجبات، كل ذلك مُصان ومشروع ومحمي.
يقول السيد الإمام حفظه المولى تعالى ورعاه في خطبه مُوجّهًا كلامه إلى الشعب قائلًا: "فليجعل شعبنا ومسؤولونا وشبابنا هذا الشيء محور بحثهم وفكرهم وليتأملوا ويتدبروا على هذا الأساس في الوصفات الذاتية والمحلية لإدارة البلد والأساليب المتنوعة لإدارة هذا الشعب الكبير وهذا يستدعي أن تنظروا في الاسلام بدقة أكبر وعن الحرية التي ينعم بها الشعب في ايران الاسلام."
ويقول سماحته: "الحرية الصحيحة والحرية المعقولة هي هدية الدين الأهم لملّة ما ومجتمع ما بفضل الحرية تتطور الأفكار وتتفتّح الاستعدادات. مفهوم الحرية هو مفهوم إسلامي وعندما عُرّفت الحرية من منطلق الاسلام وكان معيارها إلهيًا، فإنّ الحرية أيضًا تُحدّد على أساس الاسلام المحمدي الأصيل وهذه هي نقطة تمايز الحرية الاسلامية عن الحرية الغربية. لذا يمكننا القول اليوم وبكل وضوح وجرأة إنّ كل مفاهيم الحرية والعدالة التي يتغنّى بها الآخرون دون تلك المستندة إلى الدين الاسلامي وقيمه ومنظومته الفكرية الأصيلة هي باطلة ولا تعدو مجرد شعارات فارغة يراد منها تضليل الأمم والشعوب، وللأسف الشديد انطلت تلك الحيل والألاعيب على كثير من شعوب العالم ولم تعد تلك الشعوب تميز بين الحق والباطل. فالحقيقة التي يجهلها الكثيرون من عالمنا اليوم أنّ الاسلام كدين وشريعة وادارة ونظام وعدالة وحرية لا يمكن أن تكون شعارات تُرفع بل ينبغي أن تُترجم إلى واقع عملي لإنقاذ هذه الشعوب من الظلم اللاحق بها خصوصًا من حكّامها.
ولا بدّ من الاشارة إلى ما وصلت إليه المرأةً ودورها في ايران حيث تبيّن أنّ المرأة نالت الكثير من تحصيل الحقوق وتقلّدت مناصب متعدّدة تنوّعت بين مواقع قيادية في السياسة والادارة وما شاكل. حيث يتبيّن من الوقائع أن لا مراكز ممنوعة على المرأة وقد أثبتت جدارتها في مختلف المناصب والوظائف التي شغلتها.
في حين أنّ الكثير من دول العالم لا سيّما العربية منها والاسلامية لم تنل النساء أي دور وأي موقع لا بل بعض الأنظمة حرموا المرأة من أدنى المسؤوليات والحقوق وبالكاد يعترف بوجودها إلا اللهم للانجاب والاستمتاع وفقط. في حين أنّ المرأة في ايران في ظلّ الثورة الاسلامية حضرت وبقوة بدءاً من التحضير لنجاح الثورة مرورًا بتثبيت قواعد الدولة والادارة وصولًا إلى تبوّؤ المواقع والمسؤوليات المختلفة.
ولا بدّ من القول أنّ الحجاب الذي تحلّت به المرأة الايرانية لم يكن عائقًا أو مانعًا أمام تحقيق طموحها، وهنا لا بد من تسجيل ملاحظة جديدة بالاعتبار أنّه بعد مرور ما يقرب من 40 عامًا على فرض الحجاب كإلزام قانوني نوعي على المرأة حتى غير الايرانيات إلا أنّه وتماشيًا مع بعض الظروف تمّ التّسامح إلى حدٍّ كبير مع ظاهرة الحجاب ولم تعد السّلطات تفرضه على سبيل الالزام بل تعاطت معه كحريّة شخصيّة.
والجديرُ بالذّكر أنّ هناك تحدّيات متوقّعة والتي على الحكومات والنظام الالتفات إليها لوضع الخطط المناسبة لمواجهتها باعتبارها تشكّل تحدّيًا حقيقيًا خصوصًا أنّ العالم يسير بسرعة قوية واندفاعة هائلة قد تأخذ في طريقها الكثير من الانجازات التي تحقّقت إلى اليوم كالشذوذ والجندرة والكثير من المسائل التي يُروّج لها الغرب باعتبارها حريّات شخصيّة. والغاية واضحة الحرب المُطلقة على الله تعالى.
خلاصة القول أيّها الأحبة بعد ست وأربعين عامًا من قيام دولة الحق والعدل في ايران الاسلامیة بفكر ووعي واخلاص الامام الراحل الخميني العظيم الذي هو فكر الاسلام المحمّدي الأصيل والذي سار عليه امامنا وقائدنا وملهمنا ووليّ أمرنا المرجع الحبيب السيد الخامنئي دام ظلّه الوارف. حيث قادا هذان الامامان الحبيبان الجمهورية الاسلامية في ايران إلى شاطئ الأمن والأمان ولست مغاليًا إذا قلت إنّها الواحة الخضراء الغنّاء الوحيدة في هذا العالم التي ينعم بظلّها وفيئها الناس من أهلها وزوّارها ومريديها بالحرية والسعادة والخير الوفير.
أدام الله هذه الدولة الحبيبة وشعبها الطيّب وقائدها المفدّى حتى يتسلّم دفّتها الامام صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
والسلام عليكم ورحمة الله".