کاتبة وإعلامیة‌ مغربیة: مفهوم الحریة لدى الإمام الخامنئی منبثق عن تعالیم الإسلام
کاتبة وإعلامیة‌ مغربیة: مفهوم الحریة لدى الإمام الخامنئی منبثق عن تعالیم الإسلام

وأشارت الى ذلك، الكاتبة والاعلامية من دولة المغرب "حياة لعاب" في حوار خاص لها مع القسم الدولي لأمانة المؤتمر الدولي "حقوق الأمة والحريات المشروعة في المنظومة الفكرية لسماحة آية الله العظمى الخامنئي" الذي من المقرر أن يقام خلال شهر ديسمبر المقبل في العاصمة الايرانية طهران.

 

فيما يلي النصّ الكامل للحوار:

 

كيف تقيّمين وجهة نظر قائد الثورة الاسلامية الايرانية بشأن إحترام حقوق أتباع مختلف المذاهب الإسلامية والأقليات الدينية في إیران؟

إنّ قائد الثورة الاسلامیة الايرانية يحرص دوماً على خدمة الشعب الايراني دون تمييز بين مكوناته بحیث تقوم جميع الطوائف والاقليات في إیران بأداء شعائرها الدينية بحرية دون مضايقات بينما نجد دولاً عربيةً واسلاميةً تتعامل بقوانين قاسية ضد الاقليات.

إن السيد علي الخامنئي بفضل حكمته وسيره على خط جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد أحبط حتى الآن العديد من المؤمرات التي أراد أصحابها استعمال شعار الدفاع عن الاقليات الدينية في ايران، فالسيد الخامنئي أثبت لكل عاقل من المسلمين أن إيران لا ترى بعين التمييز ضد بقية المذاهب الأخرى، فالشيعي والسني والصوفي واليهودي وبقية الأقليات الاخرى كلهم يتمتعون بالحرية كما أن سماحة السيد علي الخامنئي(حفظه الله) أثبت للعالم أن ايران التي تتهم بأنها تمارس الاضطهاد ضد أهل السنة فإنها تحارب من قبل أمريكا ودول الغرب بسبب دفاعها عن الشعب الفلسطيني الذي هو شعب سني.

کیف تحلّلین دور سماحة الإمام الخامنئي في ضمان حقوق الشعب وحماية حرياته الفردية والاجتماعية؟

إنّ لسماحة السيد علي الخامنئي(حفظه الله) دوراً بارزاً في إرساء الحقوق والحريات الفردية والجماعية للشعب الايراني وما نراه من تقدّم الجمهورية الإسلامية الایرانیة في مختلف الأصعدة یعدّ دليلاً واضحاً على حكمة القيادة الايرانية الراشدة التي خلقت جيلاً يبدع بكل طاقته بحيث تفوق ايران بعض الدول الأوروبية في مختلف المجالات.
 
كما أن الامام الخامنئي(دام ظله الوارف) ومن خلال سياسته الرشيدة استطاع مواجهة المخطط الامريكي والغربي، فالحظر الاقتصادي الغربي ضد ايران لم يثني النظام الايراني عن خلق فرص العمل للشباب ومحاربة البطالة، فوقوف الايرانيين خلف قيادتهم في الحرب التي شنّها الكيان الصهيوني ضد ايران والمعروفة بحرب 12 يوماً، كشف عن عمق ولاء الشعب الايراني لقائد الثورة الاسلامية الايرانية بكل مكوناته.


ما هو رأيك حول موقف قائد الثورة الاسلامية الايرانية في تنظيم السياسات العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بما فيها السياسة الخارجية؟

رغم الضغوطات الغربية المختلفة والعقوبات الاقتصادية لایران، وكل التحديات الموجودة في هذا المجال، قد استطاعت سياسة الجمهورية الإسلامية الايرانية أن تفرض وجودها في العالم بحيث أن الغرب كان يراهن على خلق معارضة للنظام الايراني في الداخل ثم راهن على فرض العقوبات الاقتصادية ولم يفلح وراهن على افتعال حرب ولكنه فشل في تحقيق ما يريد الوصول إليه وبفضل القيادة الايرانية الرشيدة لم تفلح أمريكا والغرب في فرض شروطهم على الايرانيين خصوصاً حول الملف النووي.

فأمريكا ترى برؤية غبية بحيث تعتقد أن الشعب الايراني سيقف ضد النظام عند هجوم العدو عليها وتكون لهم فرصة الانقلاب كما هو الحال في العديد من الدول ولكن الشعب الايراني كان وفياً خلف قيادته، فأمريكا والغرب من خلال حرب 12 يوماً أدركوا أن الشعب الايراني بمختلف تياراته ولغاته وطوائفه لا ينفك عن قيادته.

كيف تقيمين نهج سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم والمستضعفين في العالم ؟

منذ قيام الجمهورية الإسلامية الايرانية وإلى يومنا هذا، إن ايران لم تتخلف لحظة واحدة على مبادئها فالامام الخميني(قده) اعتبر الدفاع عن المستضعفين بأنه واجب وفي أحد أقول الامام الخامنئي قال سماحته "هذه الثورة لأنها تؤمن بنصرة المستضعفين والمظلومين فإنّها تشتبك دائماً مع الظالمين والمستكبرين".
 
لذلك موقف الامام الخامنئي(دام ظله الوارف) لمساندة المظلومين والمستضعفين ليس هو موقف عابر وانما هو مبدأ من المبادئ الأساسية لسياسة الجمهورية الإسلامية وايران هي البلد الوحيد الذي وقف مع الشعب الفلسطيني المظلوم وبسبب هذا الموقف تجاه القضية الفلسطينية، قد تعرضت ايران ومازالت تتعرض لحظر اقتصادي عالمي كما تعرض قادتها لاغتيالات ومازال الحاقدون يصنعون المؤامرت وأنواع التحديات ضد ايران الإسلامية.
 
يرجى توضيح وجهة نظر قائد الثورة الاسلامية الايرانية بشأن حرية التعبير والإعلام وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية على المستوى المجتمعي؟

إن تصور الامام الخامنئي تجاه حرية التعبير هو تصور نابع من القرآن الكريم والعترة الطاهرة، فالامام الخامنئي(دام ظله الوارف) يؤكد على أحقية الإنسان في الحرية التي نصّ عليها الاسلام الاصيل وليس كما يطلب الغرب.

الاسلام هو أكبر حامي لحقوق الانسان ورؤية الامام الخامنئي تجاه حقوق الانسان كشفت زيف الغرب الذي يجعل من الدفاع عن حقوق الانسان وحق التعبير مطية للوصول الى مقصده فأي نظام لا يسير وفق النظام العالمي يتهم لأنه نظام استبدادي كما هو حال الدول الغربية التي  تتهم ايران بممارسة الاستبداد ضد شعبها.

إذا نظرنا الى الواقع فسنجد أن الشعب الايراني ينعم بحرية التعبير، ففي الانتخابات ينتخب بحرية من يمثله بينما نجد دول أوروبا تمارس القمع ضد شعوبها فلولا وجود مساحة كبيرة من الحريات في ايران لثار الشعب الايراني، فبقاء الشعب الايراني خلف قيادته معناه أن هناك انسجاماً كبيراً بين القيادة والشعب وهذا الذي لم تستطع الدول الغربية تقبله.

كيف تقيمين الاهتمام بحقوق المرأة ومشاركتها في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والمجتمعية من وجهة نظر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي؟

نظرية الامام الخامنئي لحقوق المرأة ساهمت في تطوير قدرات المرأة الايرانية في العطاء،
فالمرأة الايرانية في عهد الشاه ليست هي المرأة بعد الثورة الاسلامية الايرانية، فالمرأة في عهد الشاه ظلمت كما ظلم أخوها الرجل على يد حكم الشاه بينما المرأة في عهد النظام الاسلامي أبرزت قوتها ونشاطها في مختلف المجالات وبملابس إسلامية وبذلك سماحة السيد(دام ظله الوارف) أبرز  للعالم الغربي أن قوة المرأة ليس في تمسكها بالثقافة الغربية وانما قوتها تستمد من الهوية والثقافة الإسلامية الأصيلة فها هي المرأة الايرانية تمارس مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمجالات الأخرى العديدة  دون أي ضغوط.

  إن سماحة الامام الخامنئي(دام ظله الوارف) أعطى لموضوع المرأة اهتماماً كبيراً ودعا الرجال لاحترامها وتقديرها وهنا يتضح أن الامام الخامنئي لم يعارض المطالبة بحقوق المرأة كما يزعم الغرب وانما عارض أن تستعبد المرأة باسم الحرية وباسم حقوق الانسان.

من اهتمامات وهواجس قائد الثورة الاسلامية الايرانية هي مشاركة الشعب في الانتخابات وحقّهم في تقرير المصير السياسي في هذا الصدد. ما هو رأيك في هذا المجال؟

الاجواء التي تمرّ بها ايران خلال الانتخابات كلها حماس وثقة في النظام، فالشعب الايراني كلها ثقة أن التغيير سيكون من خلال اللجوء الى صناديق الاقتراع، ثانياً بعد الانتهاء من الانتخابات وفوز تيار معين لم نلاحظ أنه يحدث طعن في نتائج الانتخابات وهذا يعني أن الاجواء متاحة للناخب الايراني لكي يختار بنفسه من يحكمه وهنا نصل الى نتيجة وهي أن دعوة السيد علي الخامنئي وحثّه على مشاركة الشعب الايراني في الانتخابات هو مطلب صادق وليس كما هي الاجواء الانتخابية في بعض الدول الغربية.

كيف ترون ضرورة احترام الحريات الاجتماعية للأفراد في المجتمع وفقاً لمعايير وتعاليم الإسلام من وجهة نظر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي؟

مفهوم الحرية لدى الامام الخامنئي هو المفهوم الصحيح المنبثق عن تعاليم الاسلام لا المفهوم الغربي الذي يستغلّ شعار الدفاع عن الحريات من أجل استغلال الناس الى حرية مزيفة، فمفهوم الحرية التي يراها الامام الخامنئي هي الحرية التي تخدم مصالح الانسان ومصالح مجتمعه لا أن يمضي الانسان وراء حرية توصله الى الممنوع.

تُعدّ كرامة الإنسان من القضايا التي يُؤكّد عليها دستور الجمهورية الاسلامية الإيرانية بشدة يُرجى توضيح نهج قائد الثورة الاسلامية الايرانية ورؤيته في هذا الصدد؟

اذا أردنا أن نتحدث عن  رؤية الامام الخامنئي(دام ظله الوارف) بخصوص الكرامة، يكفي قراءة موقف سماحة السيد مما يقع من ظلم في العالم فإن سماحته أكثر خطاباته تحثّ على احترام حقوق الانسان وهذا يعدّ حفظ مبدأ كرامة الإنسان، فالامام الخامنئي فضّل مواجهة العالم المستكبر في سبيل أن يعيش الشعب الايراني في عزة وكرامة وكما أشرت سابقاً ان ما تعانيه الجمهورية الاسلامية من حصار منذ 1979 للميلاد الى يومنا هذا هو بسبب مواقفها المساندة للمظلومين والمستصعفين في العالم من أجل الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم.
 
 أكد سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دوماً على أن قضية الحرية لا ينبغي أن تكون غطاءً للفوضى والتآمر والتجسس في المجتمع. ما هو رأيك في هذا المجال؟

الكل يدرك أن أمريكا والمجتمعات الغربية باستعمالها قضية الدفاع عن الحرية وحقوق الانسان ما هي الا مسلك يستعملوه للتدخل في شؤون البلدان التي لا تسير على نهجهم وسياستهم فحتى الارهابي الذي يداه ملطختان بدماء الابرياء اذا سار على السياسة الامريكية والغرب فيصبح شخصية محترمة يستقبل استقبال الكبار.

أعطى السيد الخامنئي( دام ظله الوارف) مساحة كبرى للحريات والتعبير عن الرأي في ايران لكن سماحته يخشى على الأمة الايرانية من استعمال الاعداء أجواء الانفتاح والحرية ليبثوا سمومهم داخل ايران لان هناك أعداء قد يرسلون محرضين وجواسيس باسم الدراسة أو باسم التدريس لايران ويزرعونهم هناك فهؤلاء يشكلون خطراً أكيداً على أمن الجمهورية الاسلامية الايرانية، فمن هؤلاء من يزرع شرائح الكترونية في مواقع حساسة تساعد الطيران أو الاقمار الصناعية للعدو ومنهم من يزرع الشكوك وعدم الثقة في أوساط الشباب ضد النظام الاسلامي كما هناك مجموعات في وسائل التواصل عميلة للغرب تحرّض وتبثّ سمومها للايرانيين.


یک شنبه 04 آبان 1404 (4 روز قبل )
همایش ملی حقوق ملت و آزادی‌های مشروع در منظومه فکری حضرت آیت الله العظمی خامنه‌ای(مدظله‌العالی)
با هدف 1- بازخوانی اندیشه‌ و سیره‌ حضرت آیت الله العظمی خامنه‌ای (مدظله‌العالی) در حوزه‌ حقوق ملت و آزادی‌های مشروع 2- ترسیم نظام مطلوب حقوق ملت و آزادی‌های مشروع مبتنی بر اندیشه حضرت آیت الله العظمی خامنه‌ای(مدظله‌العالی) 3- تضمین و صیانت از حقوق ملت و آزادی های مشروع و چگونگی ارتقاء آن بر اساس آراء و اندیشه‌های حضرت آیت الله العظمی خامنه‌ای(مدظله‌العالی) برگزار می‌شود.
مؤسسه پژوهشی فرهنگی انقلاب اسلامی
پژوهشکده شورای نگهبان