رئیس مرکز حوار الأدیان فی لبنان: الامام الخامنئی یؤکد على تطبیق الحریة عملیاً وسلوکیاً فی جوانب الحیاه التعبدیه
رئیس مرکز حوار الأدیان فی لبنان: الامام الخامنئی یؤکد على تطبیق الحریة عملیاً وسلوکیاً فی جوانب الحیاه التعبدیه

وقال ذلك، رئيس مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان، وعضو الهيئة الحَبرية العالمية الإسلامية المسيحية في الفاتيكان "الدكتور السيد علي السيد قاسم" في حوار خاص له مع المركز الاعلامي التابع لمعهد أبحاث مجلس صيانة الدستور في إیران، وذلك بمناسبة تنظيم المؤتمر الدولي "حقوق الأمة وحرياتها المشروعة في المنظومة الفكرية لسماحة آية الله العظمى الخامنئي" الذي من المقرر أن يقام 3 ديسمبر / كانون الأول 2025 م.

وأشار الى قوله تعالى في الآيتين الـ256 و257 من سورة "البقرة" المباركة "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿۲۵۶﴾ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿۲۵۷﴾"، قائلاً: إن القرآن الكريم قد تناول مسألة الحرية وأصّل لها، وبيَّن مقاصدها وفروعها في سياقات مختلفة ومعان متعددة، وهو ما يؤكده كل تشريع من تشريعاته التي أسست على مبدأ الحرية والاختيار، وهذا ما يؤكده الأساس العام للدين برفضه لكافة مستويات الإكراه في الدين.

 وأوضح أنه حيث ارتفع الإكراه حلَّت محله الحرية الموازية لمبدأ الإكراه، وإذا حلل الإنسان هذا المبدأ القرآني فسيجد أنه تتجسد في معانيه وسياقات غيره من النصوص، حرية الإنسان المسلم وخاصة في المجالات التعبدية وفي العلاقات الاجتماعية.

وصرّح الدكتور السيد علي السيد قاسم أن أصل الحريه هو الانسان الذي يميل بطبيعته وطبعه إلى هذا الاصل الآدمي، الى هذه الحريه ومفاهيمها وهذا ما ينبغي أن يكون. فالانسان مكون من عدة عناصر أبرزها الحرية سواء كانت حرية فكرية أو دينيه وهذا ما يجعله أصلاً للحرية التي تفقد حال فقد الانسان وبهذا التلازم بين الانسان والحرية، انبثقت ضرورة مهمة وهي ضرورة ما ينظّم هذه الحرية وما يضبطها بشكل منظم لئلا تعود على أصلها بالإبطال ومن المنطلق تأسست الحاجة لقوانين تنظم الكل وتضبط التصرفات الانسانيه.

 

وبيّن رئيس مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان أنه من هنا عندما نشير مثلاً إلى علاقه الحريه بالتحضر فنرى أن كل تخلف حضاري ناتج عن نقص في الحرية، فالتحضر الانساني تحضر يجب أن يكون في جو من الحرية فلا تكتمل حضارة من الحضارات الانسانيه حتى تتفجر المواهب وتتفتق القدرات ولا يتحقق ذلك الا في جو من أجواء الحرية والابداع وهذا ما يفسر لنا الترابط بين الحرية كفضيلة أخلاقية والحضارة كمنتج بشري تنتجه الشعوب وفق أخلاقياتها وقيمها والذي لا يشكّ فيه الانسان أن الحرية رافد مهم في بناء الحضارة وفي بناء القيم الانسانيه وتحضر مع قبول وجود فوارق في دلالة الحرية ومساحتها لدى الشعوب يوجد بين الحرية والايمان تلازم لا ينفك وتلاصق في المعنى والدلالة.

وقال عضو الهيئة الحَبرية العالمية الإسلامية المسيحية في الفاتيكان إن فقهاء الاسلام قد عنونوا في كتبهم بأن الاصل في الانسان الحرية، فتعاليم الاسلام بصالحيتها للزمان والمكان لا يمكن أن يخلو فعل أو ترك عن احدى دلالاتها اللغويه أو الشرعية أو الاخلاقية وهو ما يجعل أمور الدنيا والدين محروسة وفق أسس لا يمكن تجاهلها أو استحضارها في التعاطي معها وفي المسار تندرج قضية الحرية بابعادها الثقافيه والاجتماعيه لتنصهر ضمن دائرة دلالة النص القرآني في جوانب منه مختلفه والآية الكريمة التي أشرت اليها في قوله تعالى "لا إكراه في الدين" منها تتبين حقيقة الحرية في أوسع أبوابها حيث لا اكراه في الدين وما يتدين به الانسان فاذا كان الدين من سلّم أولويات المجتمع فانه يجب أن يمارسه الفرد في جو من الحرية ومن دون إكراه فانه بذلك تتسع هوة الحريه وتترسخ في ذهن الفرد حرية العبوديه التي يرتبط بها الانسان مع الله في علاقته به.

وأشار الى أنه هذا جانب من جوانب تفسير الاية الكريمه وفقاً للاحاديث الشريفه ومنها المروي كما نقل عن "عبد الله بن عباس" من طريق ابن اسحاق بسنده كما عن الرسول(صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى لا اكراه في الدين قال: نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف، يقال له: الحصينُ. كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلا مسلما، فقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أسْتَكرِهُهما؛ فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله فيه ذلك) لا اكراه في الدين.  لا اكراه في الدين أي ان لا نكره الناس على امر في فعل او ترك بل ان نبين العنوان والمفردة التي على اساسها يترتب العنوان الفردي والاجتماعي أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.

 وصرّح الدكتور السيد علي السيد قاسم أنه في رساله الاسلام تبيين وتوجيه لحركه رسول الله(ص) لبيان الحقيقه التي من خلالها ينطلق الاسلام وتنطلق مبادئ الاسلام في رحله التعرف على هذه القيم الالهيه اذ قال تعالى "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"، في اطار هذه الموازنه بين الحق والباطل تتكشف معالم الحريه من منظور الاسلام اذ يكشف الاسلام عن حقيقه كبرى مفادها أن الحق يجب أن يقدم بصورة جلية وبحجة دامغة وبرهان ساطع ليترك للناس الحرية في الاعتقاد والاعتناق.

وفي هذا المضمار يكون للمسلمين سبق في وضع اسس التعايش السلمي بين المجتمعات المتعدده والمعتقدات والأديان والثقافات المختلفه في مشاربها وبهذه الأسس التي جاء بها الاسلام ودعا اليها وطلب من معتنقيها تجسيدها على المستوى النظري وعلى المستوى التطبيقي ليكون بذلك مجسداً الحرية التي تضمنتها القوانين العالميه اليوم في اسبقية للاسلام لتلك القوانين البشرية وما نداء سماحة الامام القائد الخامنئي كولي لأمر المسلمين ومن موقعه كفقيه من فقهاء الأمة وكولي للفقيه على مستوى إداره الحكم وتبيين حقائق الاسلام من خلال نموذج قدّمه في أسلوب التعاطي في الجمهورية الاسلامية على مستوى الأديان والثقافات وعلى مستوى التواصل بين جميع المكونات على قاعدة عدم الالزام.

وبيّن أنه نجد أن الامام الخامنئي كفقيه في هذه الأمة، هو نموذج من نماذج بيان هذه السياقات القرآنيه والشرعية التي يؤكد من خلالها فضل الحرية كمبدأ اسلامي رسّخه القرآن الكريم وحث عليه ودعا انصاره الى تطبيق الحرية عملياً وسلوكياً في جوانب الحياه التعبديه والعلاقات الاجتماعيه والعلاقات الانسانية ككل على المستوى السياسي والاجتماعي والانسان.

 وفي الختام، أشار السيد علي السيد قاسم الى أن ما تبرزه اليوم الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران على مستوى التواصل مع كل المكونات الانسانيه في هذا العالم دون تفريق بين المذاهب والملل والمشارب المتعدده وبين الاديان والثقافات الانسانيه ككل ما هو الا نموذج حيّ عن الحرية التي أرسى قواعدها الفقهيه الامام الخميني(رض) من خلال نظرية الزمان والمكان ويستكملها اليوم الامام الخامنئي( دام حفظه) على مستوى نظرية الحكم والدولة والادارة ومشروع الامة أسال الله العلي القدير ان يوفقنا لتبيين مظاهر الحرية غير المتفلته، الحرية التي ينتصر بها المسلمون على أعداء الاسلام نصرة للمشروع القرآني وتاصيلاً لمبادئ الاسلام النبويه التي ارسى قواعدها ائمه الهدى ومصابيح الدجى ويطبقها ويمارسها اليوم فقهاء الامة الذين هم حصون الاسلام.


2025-06-08 (2 MesHace)
La conferencia internacional sobre derechos del pueblo y libertades legítimas en el sistema intelectual del ayatolá Jamenei se celebra con los objetivos de: 1. Releer el pensamiento y la conducta del ayatolá Jamenei sobre los derechos de la nación y las libertades legítimas, 2. Delinear el sistema óptimo de derechos del pueblo y libertades legítimas basado en los pensamientos del ayatolá Jamenei, 3. Garantizar y proteger los derechos y las libertades legítimas del pueblo y la manera de promoverlos con base en las opiniones y pensamientos del ayatolá Jamenei
Instituto de Investigación y Estudios Culturales de la Revolución Islámica
Instituto de Investigación del Consejo Constitucional